خطبة الجمعة القادمة : وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ، للشيخ كمال المهدي
خطبة الجمعة القادمة 6 سبتمبر 2024م بعنوان : وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا – التحذير من خطورة الطلاق ، للشيخ كمال المهدي ، بتاريخ 3 ربيع الأول 1446هـ ، الموافق 6 سبتمبر 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 سبتمبر 2024م بصيغة word بعنوان : وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا – التحذير من خطورة الطلاق ، للشيخ كمال المهدي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 سبتمبر 2024م بصيغة pdf بعنوان : وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا – التحذير من خطورة الطلاق ، للشيخ كمال المهدي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 6 سبتمبر 2024م ، بعنوان : وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا – التحذير من خطورة الطلاق ، للشيخ كمال المهدي.
١ – اهتمامُ الإسلامِ بالأسرةِ.
٢– خطورةُ الطلاقِ.
٣ – احذرُوا الشيطانَ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 6 سبتمبر 2024م ، بعنوان : وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا – التحذير من خطورة الطلاق ، للشيخ كمال المهدي ، كما يلي:
وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا للشيح كمال المهدي
بتاريخ 3 ربيع الأول 1446هـ ، الموافق 6 سبتمبر 2024م.
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ،،،
أحبتِي في اللهِ :لقد اهتمَّ الإسلامُ اهتمامًا كبيرًا بالأسرةِ؛ لأنَّ الأسرةَ هي اللبنةُ الأولَى في تكوينِ المجتمعِ الذي يتكونُ مِن مجموعةِ أُسرٍ ترتبطُ بعضُهَا ببعضٍ، وتُقاسُ مدَى قوتِه وتماسُكِه بتمسُّكِهِم بشرائعِ الإسلامِ التي تحفَظُ الحقوقَ والواجباتِ حتى بعدَ المماتِ، ولا سبيلَ لصلاحِ المجتمعِ إلَّا بصلاحِ الأسرةِ، فبصلاحِ الأسرةِ يصلحُ المجتمعُ وبفسادِهَا يفسدُ.
والأسرةُ لهَا أركانٌ ثلاث: الزوجُ والزوجةُ والأبناءُ ،،
ولنجاحِ أيِّ أسرةٍ لابُدَّ مِن تحقيقِ الصلاحِ في كلِّ أركانِهَا، فإذا اختلَّ ركنٌ مِن أركانِهَا اختلَّ المجتمعُ كلُّهُ؛ لأنَّ المجتمعَ كالبنيانِ الواحدِ أو كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكَي منهُ عضوٌ تداعَى لهُ سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحُمَّى..
كما نبَّهَ اللهُ جلَّ وعلا إلى أهميةِ الأسرةِ مِن خلالِ العلاقةِ الأسريةِ الزوجيةِ، حيثُ وصفَ الزواجَ بالميثاقِ الغليظِ في قولِهِ تعالى: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضٰى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيْثٰقًا غَلِيظًا﴾ [سورة النساء:21]، ليبينَ قداسةَ عقدِ الزواجِ الذي يتمخضُ عنهُ تأسيسُ الأسرةِ.
ولكونِ الزواجِ ميثاقٌ غليظْ جعلَ النبيُّ ﷺ الهزلَ فيهِ جدًّا، فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (ثلاثٌ جِدُّهنَّ جدٌّ وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ والطَّلاقُ والرَّجعةُ).
كمَا جعلَ ربُّ العزةِ جلَّ وعلا أهمَّ مقصدٍ للزواجِ تحقيقَ السكنِ النفسِي الوجدانِي والمودةِ والرحمةِ بينَ الزوجينِ مِمّا ينتجُ عنهُ أسرةٌ مستقيمةٌ يسودُهَا الاستقرارُ والطمأنينةُ والسكينةُ، ومِن ثَمَّ تلقِي بظلالِهَا على المجتمعِ كلِّهِ، قالَ تعالَى: ﴿وَمِنْ آَيٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيٰتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [سورة الروم:21].
فلابُدَّ أنْ نعلمَ أحبتِي في الله : أنَّ الزواجَ رباطٌ متينٌ وميثاقٌ غليظٌ يترتبُ عليهِ مسؤولياتٌ كبيرةٌ وليسَ مجردَ قضاءِ شهوةٍ فحسب.. فعن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي اللهُ عنه أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا).
وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: (إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاه: أحفِظ أم ضيَّع)، فلابُدَّ أنْ نعلمَ الهدفَ الأسمَى مِن الزواجِ وأنْ يعلمَ كلٌّ مِن الزوجينِ مالَهُ من حقوقٍ وما عليهِ واجباتٍ مِن تجاهَ زوجتِه وأبنائِه؛ لتسودَ المودةُ والمحبةُ بينَ أفرادِ الأسرةِ.
وواجبٌ علينَا أنْ ننتبَّهَ لخطرِ الشيطانِ ووسوستِهِ الذي أقسمَ بعزةِ اللهِ جلَّ وعلا، فقالَ كمَا أخبرَ ربُّ العزةِ جلَّ وعلَا حيثُ قالَ : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ص:82].
فأعظمُ عملٍ للشيطانِ هو التفريقُ بينَ المرءِ وزوجِهِ؛ لعلمِهِ بخطورةِ هذا الأمرِ وما يترتبُ عليهِ مِن اضرارٍ جسيمةٍ على البشريةِ جمعاء، فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ، ثم يبعثُ سراياهُ، فأدنَاهمُ منهُ منزلةً أعظمُهُم فتنةً، يجيئُ أحدُهُم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدْنِيه منه، ويقولُ: نعم أنتَ).
فيا أخِي الحبيب: انتبهْ جيدًا واحذرْ مِن تفكيكِ أسرتِكَ لأتفَهِ الأسبابِ، واصبرْ على زوجتِكَ فإنْ كانتْ أساءتْ مرةً فقد أحسنتْ مراتٍ، فكم تعبتْ في غسلِ ملابسِكَ وملابسِ أولادِكَ، وهي طباخةٌ لطعامِكَ، منظفةٌ لمكانِكَ، مربيةٌ لأولادِكَ.
وها هو رسولُ اللهِ ﷺ يبينُ ذلك فيقولُ في الحديثِ الذي رواه عنه أبو هريرةَ رضي اللهُ عنه: (لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً إن سخِطَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخر) .
فاحذرْ مِن الغضبِ ولا تجعلْ للشيطانِ عليكَ سبيلًا.. والناظرُ في الطلاقِ يجدُ:
أنَّ سببَهُ عدمُ معرفةِ قدسيةِ الزواجِ، وأنَّهُ رباطٌ متينٌ تتبعُهُ مسؤولياتٌ عظيمةْ.. فتجد الرجلَ يتزوجُ وينجبُ الأولادَ ولأتفهِ الأسبابِ يطلقُ زوجتَهُ فيُثمرُ عن هذا الطلاقِ أولادٌ مشردونَ مشتتون بينَ أمٍّ تخلتْ وبينَ أبٍ مشغول.
وصدقَ أحمدُ شوقِي حينمَا قالَ:
ليس اليتيمُ مَن انتهَى أبواهُ مِن *** همِّ الحياةِ وخلّفاهُ ذليلا
إنّ اليتيمَ هو الذي تلْقَى لهُ *** أُمًّا تخلّتْ أو أبًا مشغُولا
فتجد هؤلاء الأبناءَ يختلطونَ برفقاءِ السوءِ وهنا تحدثُ الطامةُ الكُبرَى، تجدهُم للخمرِ يشربون، وفي الطرقاتِ يتسكعونَ، وعلى المقاهِي يسهرونَ، وللبناتِ يعاكسونَ، وعن دينِ اللهِ هم بعيدونَ، وبدلًا مِن أنْ يكونُوا عواملَ بناءٍ نجدهُم معولَ هدمٍ…
فلابُدَّ للرجلِ أنْ يتريثَ ويصبرَ ولا يجعل للشيطانِ عليهِ سبيلًا وليقتدِي بخيرِ قدوةٍ رسولِنَا ﷺ ، فلنَا فيهِ أسوةٌ حسنةٌ، فعن أمِّ سلمةَ رضي اللهُ عنها أنَّهَا جاءتْ بطعامٍ في صَحْفةٍ لها إلى النبيِّ ﷺ وأصحابِه فجاءتْ عائشةُ رضي الله عنها مُلتفَّةٌ بكساءٍ ومعها فِهرٌ ففلقتِ الصَّحفةَ فجمعَ النبيُّ ﷺ بينَ فلقَي الصَّحفةِ وقال كلُوا غارَتْ أُمُّكم مرتَينِ ثم أخذ رسولُ اللهِ ﷺ صحفةَ عائشةَ فبعثَ بهَا إلى أمِّ سلمةَ رضي اللهُ عنها وأعطَى صحفةَ أمِّ سلمةَ لعائشةَ..
هذا فعلُ النبيِّ ﷺ مع زوجتِه وصبرُهُ على ما فعلتْهُ أمامَ أصحابِه وهو مَن هو… هو رسولُ اللهِ ﷺ، فباللهِ عليكَ أخي الحبيب ماذا كنتَ ستفعلُ لو حدثَ معكَ ذلك؟ هل كنتَ ستفعلُ كما فعلَ رسولُ اللهِ ﷺ؟ أم كنتَ سترمِي عليهَا يمينَ الطلاقِ وبعدَ ذلكَ تدعِي محبةَ رسولِ اللهِ، فمَن يدعِي حبَّ النبيِّ ولم يفدْ مِن هديهِ فسفاهةٌ وهراءٌ.. فمَن أنتَ أخِي الحبيب أمامَ رسولِ اللهِ ﷺ، (لقد كان لكُم في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ).
وفي الختامِ: أقولُ للأسرةِ في الإسلامِ وظيفةٌ مقدسةٌ ورسالةٌ ساميةٌ في المجتمعِ والحياةِ، لذلكَ وجبَ علينَا المحافظةُ عليهَا وعدمُ تدميرِهَا وهدمِهَا لأتفَهِ الأسبابِ؛ لأنَّ في تدميرِهَا وهدمِهَا تدميرٌ للمجتمعاتِ وفسادٌ كبيرٌ..
أسألُ اللهَ تعالى أنْ يجعلَنَا مِن الذينَ يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ.
كتبه: الشيخ/ كمال السيد المهدي.
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف